تستأنف جماعة "الإخوان المسلمين"، اليوم لقاءاتها مع الأحزاب السياسية بزيارة إلى الحزب "الدستوري الحر" الذي يترأسه ممدوح قناوي، وذلك بعد لقاءين سابقين بين ممثلين عن الجماعة وقيادات من حزبي "التجمع" و"الناصري"، ومن المقرر أن تتواصل خلال الفترة القادمة مع عدد من الأحزاب، بغرض الاتفاق على تنحية الخلافات الأيدلوجية جانبًا، وتوحيد المواقف في معركة الإصلاح السياسي.
ويضم وفد "الإخوان" كلاً من المهندس سعد الحسيني عضو مكتب الإرشاد والنائب البرلماني عن الجماعة (رئيسا للوفد) والدكتور أحمد دياب الأمين العام للكتلة البرلمانية للجماعة، والدكتور محمد البلتاجي الأمين العام المساعد.
واعتبر الحسيني في تصريح لـ "المصريون" أن التواصل والحوار والاتفاق علي القواسم المشتركة يمثل أهداف الجماعة من تلك اللقاءات، وقال إن هذه مكاسب كبيرة إذا تمت بالفعل على أرض الواقع، وأشار إلى استمرار تلك اللقاءات دون أن يكون للخلاف في الأفكار والبرامج أي تأثيرات عليها.
وأكد أن "الإخوان" لن يتركوا حزبًا إلا وسيطرقون بابه للتحاور معه بهدف تقريب وجهات النظر بين الجماعة والأحزاب، إلا في حالة واحدة فقط وهو صدور بيان رسمي مؤسسي من أي من الأحزاب برفض استقبال "الإخوان"، مضيفا: لن نلتفت إلي أي تصريحات إعلامية بهذا الخصوص حتى لو كان مصدرها رئيس الحزب.
وكشف أن الحزب "الدستوري" هو الذي بادر بطلب عقد اللقاء في مكالمة هاتفية من رئيسه ممدوح قناوي والدكتور محمد سعد الكتاتني زعيم الكتلة البرلمانية للجماعة، وكان من الطبيعي أن تلبي الجماعة بالموافقة علي المبادرة، خاصة وأن قناوي زار الجماعة عقب الانتخابات الداخلية الأخيرة للإخوان وقابل المرشد الدكتور محمد بديع وهنأه على اختياره فكانت زيارة مقدرة والطلب مقدر والإخوان مع مبدأ الحوار والتواصل.
وحول تصريحات ممدوح رمزي عضو الهيئة العليا بالحزب "الدستوري" التي عبر فيها عن اعتراضه على اللقاء، علق الحسيني قائلا: "إذا كان رمزي معترضًا فهذه وجهة نظره ونحترمها ولكن رئيس الحزب "وهو من سيحضر اللقاء" والحزب كمؤسسة يرحبان بوفد الجماعة".
من جانبه، أوضح ممدوح قناوي رئيس حزب "الدستوري الحر" لـ "المصريون" أن اللقاء سيكون عبارة عن حوار مفتوح قد يتواصل، فما أحوج القوى الوطنية إلى التواصل في هذه اللحظات الحرجة من حياة الوطن سواء بين الأحزاب وبعضها أو الأحزاب وكافة القوي الوطنية لأننا نتطلع إلي التغيير الذي بات حتميا وواجبا في مصر.
وإلى جانب التطرق إلى الأوضاع العامة في مصر والمطالبة بالإصلاح السياسي والدستوري والانتخابي، أضاف أن أهم النقاط والمحاور التي سيثيرها الحزب أثناء اللقاء مع وفد "الإخوان" هي نصحهم بالفصل بين العمل الدعوى والعمل السياسي وإذا أرادوا العمل في السياسية فلينشأوا حزبا بمرجعية دستورية لا مرجعية إسلامية، وأضاف أنه طالما نصح الجماعة بهذا وخاصة بعد أن بادر بتهنئتهم بالمرشد الجديد والمكتب الجديد.
واعتبر قناوي أن بقاء الإخوان على أرضية العمل كدعوة دينية سياسية يعد عقبة أمام الديمقراطية، لأن النظام يستخدم هذا ضدهم وضدنا وضد كل الشعب وضد قيام الديمقراطية في مصر، وأضاف: لا بد للإخوان من تغيير هذا من أجل مصلحة الوطن، معتبرا أن الشأن الإخواني لم يعد شأنا خاصا بهم، فضررهم يأتي علينا (الأحزاب) ونفعهم يأتي علينا، ولذلك من حقنا كمواطنين وكفرقة سياسية في الساحة أن نوصل لهم رأينا بمنتهي الصراحة والوضوح من أجل إصلاحهم وإصلاح الوطن.
واعترف قناوي بأن ممدوح رمزي القيادي بالحزب أبدى له اعتراضه على اللقاء، لكنه أوضح له أنه الصوت الوحيد بالحزب الذي ينادي بهذا ولن يتم ترك صوت الأغلبية، محذرا إياه بعدم التحدث باسم الحزب مطلقا وأنه ليس له الحق في هذا ولو فعلها مره أخري فيفصل من الحزب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق