اعتقلت أجهزة الأمن أمس، اثنين من أعضاء حركة "شباب 6 أبريل"، بعد قيامهما بطبع شعارات منتقدة للرئيس حسني مبارك ومؤيدة لترشيح الدكتور محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية في الانتخابات الرئاسية القادمة، عشية وصوله إلى مصر يوم الجمعة حيث ينتظر أن يكون في استقباله بمطار القاهرة حشد من المؤيدين لترشيحه.
وألقت قوات الأمن القبض على أحمد ماهر منسق عام حركة "شباب 6 أبريل" والدكتور عمر علي منسق العمل الجماهيري بالحركة، وقد تم إحالتهما إلى نيابة العجوزة التي وجهت لهما تهمة التحريض على قلب نظام الحكم في مصر عن طريق كتابة الشعارات بأماكن عامة، والتحريض على تغيير الدستور بطرق غير شرعية، وائتلاف ممتلكات عامة.
وأصيبت مناطق المحور والزمالك وميدان لبنان بحالة من الشلل المروري إثر فرض قوات الأمن كردونا على منطقة العجوزة ومنع المواطنين والسيارات من المرور، وذلك أثناء قيامها بإزالة الشعارات من على الجدران تحت إشراف قيادات أمنية رفيعة.
ونظم "شباب 6 أبريل" بمشاركة أعضاء بحزب "الغد" وعدد من القوى السياسية، مظاهرة أمام مجمع محاكم شمال الجيزة، احتجاجا على اعتقال ماهر وعلي، رددوا خلالها شعارات: "الحرية لأحمد ماهر.. الحرية لعمرو علي"، "يا حرية فينك فينك أمن الدولة بينا وبينك"، "مصر لكل المصريين.. هاتوا إخوانا من الزنازين".
وتقدم الدكتور أيمن نور زعيم حزب "الغد" ببلاغ للنائب العام رقم 3167 لسنة 2010 ضد مأمور قسم العجوزة ورئيس مباحث قسم العجوزة بتهمة اختطاف أحمد ماهر وعمرو علي واستعمال القسوة معهما، واعتبر اعتقالهما يهدف إلى إجهاض الاستقبال الشعبي للبرادعي مساء يوم الجمعة، مرجحا تصاعد الاعتقالات خلال الساعات القادمة لمحاولة تخويف المواطنين ومنعهم من إبداء تعاطفهم معه لدى وصوله القاهرة.
ورفض في الوقت ذاته الربط بين إعلان ترشيحه للرئاسة عن حزب "الغد" إلى الانتخابات الرئاسية القادمة قبل أيام قليلة من وصول البرادعي، مؤكدا لـ"المصريون" أنه صرح لدى إعلانه ترشحه للرئاسة بأن ترشحه لا يتعارض مع ترشيح البرادعي مبديا استعداده للتنازل عن الترشح في حالة إجماع القوى الوطنية على تأييد الأخير.
غير أن مجدي الدقاق رئيس تحرير مجلة "أكتوبر" وعضو أمانة "السياسات" بالحزب "الوطني" نفى في تصريحات خاصة بـ"المصريون" وجود علاقة بين وصول البرادعي إلى مصر واعتقال الناشطين بحركة "شباب 6 أبريل"، ورفض ما يتردد عن سعي الحكومة لإجهاض الاستقبال الشعبي للمدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، قائلا إن القوى المناهضة للنظام برعت في استغلال ذلك لتصفية حساباتها مع النظام لا أكثر
ورفض إعطاء وصول البرادعي أكثر من حجمه، مشيرا إلى أن الأمر لا يتجاوز وصول عالم مصري يحظى بالتقدير لبلاده، مؤكدا على ضرورة عدم القفز على الدستور والقانون أو الإشارة إلى إمكانية خوضه معركة الرئاسة، باعتباره لا ينطبق عليه شروط الترشح الدستورية للمنافسة خلال الانتخابات القادمة.